إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
الشاب اللي قابلانه عند الصيدلية وكان هيخبطني بالعربية !
هزت مهرة رأسها بالنفي حتى لا تفتح على نفسها ابوابا من الأسئلة اللامتناهية .. وقالت نافية
_ لا مش هو يازوزا التاني كان بني آدم غتت ده واحد تاني
فوزية بثقة تامة
_ لا هو أنا متأكدة الحمدلله لسا بعقلي وصحتي وفكراه كويس .. اسمه إيه كمان
قربت الهاتف من وجهها أكثر لتستطيع قراءة اسمه وتمتمت تقرأ اسمه بصعوبة بسبب ضعف النظر
_ آ..ډم .. الشافعي
ثم نظرت إلى مهرة وقالت بنظرة ثاقبة
_ وإنتي عرفتي اسمه منين عشان تبحثي عنه !
_ المعرض اللي اخدتني سهيلة معاها ليه .. طلع هو صاحب المعرض وعرفت اسمه من هناك
_ المعرض اللي وقعت سلسلتك فيه !
_ أيوة هو يا زوزا .. على حظي النحس السلسلة متلاقيش غير هناك وتقع مني !
رتبت فوزية على ذراعها بحنو متمتمة
_ ولا يهمك يابنتي .. متعرفيش الخير فين أنا هقوم انام وانتي كملي نومك
اماءت لها بالموافقة وتابعتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب فور انصرافها أخذت مهرة نفسا عميقا واخرجته زفيرا قوي ثم أغلقت الهاتف ووضعت رأسها على المخدة من جديد ثم مدت يدها واطفأت ضوء الغرفة وبعد دقائق قليلة غاصت في ثبات عميق .
_ حاضر حاضر .. هو إنتي لحقتي تروحي تشوفيه !
وصلت إلى الباب ثم أمسكت بالمقبض وإدارته وجذبت الباب إليها .. فتصلبت بأرضها كالصنم حين رأت نشأت أمامها .
كانت هنا في الداخل وحين سمعت صوت رنين الباب ركضت وهي تهتف بحماس
_ ماما
لكنها وقفت تحدق في جدها بدهشة .. لم تراه منذ أكثر من شهرين وقاربت على ثلاثة أشهر فانطلقت منها صيحة عالية بفرحة
_ جدو !
انتبه نشأت على أثر صوتها الرقيق فعلت الابتسامة المشرقة وجهه وهو يتقدم خطوة للداخل وينحنى للأمام بجزعة فاردا ذراعيه لها يحثها على الركض والانضمام لحضنه ففعلت الصغيرة فورا والقت بجسدها الصغير بين ذراعين جدها الذي امطرها بوابل من قبلاته وهو يتمتم بشوق حقيقي
هنا بصوتها الطفولي الساحر
_ وإنت
كمان .. إنت كنت فين ياجدو
أبعدها عنه قليلا وحدقها بنظرة دافئة متمتما بأسف
_ سامحيني
________________________________________
ياحبيبتي
زمت هنا شفتيها بحزن وتمتمت
_ تعرف بابي تعبان وماما راحت تشوفه وقالتلي إنها بكرا هتاخدني عشان اروح اشوفه كمان
نشأت ببعض الحزن المماثل لها
_ عارف ياحبيبتي مټخافيش بابا هيبقى كويس إن شاء الله
اعتدل في وقفته وتطلع لانتصار متمتما بنبرة عادية
_ عاملة إيه يا انتصار
_ بخير الحمدلله يانشأت بيه .. جلنار راحت تشوف عدنان يعني مش موجودة
_ عارف يا انتصار أنا جاي اتكلم معاكي إنتي
ظهرت معالم الحيرة على وجهها وضيقت عيناها باستغراب ثم افسحت له الطريق ليدخل وأغلقت الباب خلفه .. تحركت أمامه نحو الصالون وجلست على أحد المقاعد الواسعة وجلس هو على الأريكة المقابلة لها وفوق قدميه جلست هنا بين ذراعين جدها الذي أخفض نظره لها وقال بحب وهو يطبع قبلة فوق وجنتها
_ تعرفي تجبيلي ماية ياهنون
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة واسعة ثم نزلت من فوق قدميه تركض نحو المطبخ حتى تجلب لجدها الماء كما طلب منها .. بينما هو فهتف بإيجاز في نبرة مهتمة ولأول مرة تشعر انتصار بخوفه وحبه الحقيقي لابنته
_ أنا عارف إني لو كلمت جلنار وطلبت منها تيجي تقعد معايا لغاية ما عدنان يتحسن مش هتوافق .. فأنا جيت عشان اقولك بس واوصيكي بنتي وحفيدتي أمانة في بيتك يا انتصار .. وأنا هخلي رجالة تبعي يقفوا عند بوابة العمارة تحت عشان اكون مطمئن اكتر عليهم
_ وكل ده ليه يعني !
_ عشان حاډث عدنان كان مدبر .. وممكن اللي أذاه يحاول يأذي بنتي وحفيدتي وأنا مش هسمح بده صلاح بيراقب جلنار في كل خطوة وفي تلاتة هيبقوا تحت بيحرسوا العمارة لغاية ما يقوم عدنان بالسلامة وانا هتكلم معاه
ضړبت انتصار على صدرها شاهقة بهلع وهتفت پخوف
_ يامصيبتي يعني ممكن يأذوا جلنار
نشأت بحدة ونظرة قوية
_ قولتلك مش هسمح أن حد يمس شعرة من بنتي أو حفيدتي يا انتصار .. كل اللي طالبه منك بس إنك تخلي بالك عليهم وتبلغيني بكل تفصيلة بتحصل وكمان ياريت متقوليش لجلنار إني جيت أو تجيبي ليها سيرة بخصوص مراقبة صلاح ليها وحتى الرجالة اللي هيقفوا تحت لو سألت قوليلها أي حاجة غير إنهم تبعي
هزت رأسها بالموافقة وقد فرت الډماء من وجهها بسبب الهلع ثم سألت بقلق
_ طيب ومعرفتوش لغاية دلوقتي مين اللي ورا الحاډث
متابعة القراءة