إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
الذي بيده وسرعان ما وضعه بجيبه وقال بلهفة
_ يتحرق الشغل كله .. بلا شغل بلا قرف !
ثم اندفع مسرعا نحو غرفة زوجته وفتح الباب ودخل ثم اغلفه خلفه ومد يده يغلقه بالمفتاح فضيقت عيناه وسألته بحيرة
_بتقفل بالمفتاح ليه !
رد غامزا بلؤم
_ تحسبا لأي هجوم من أطراف العدو .. والبيت هنا مليان أعداء
قهقهت عاليا وماهي إلا لحظات حتى انغمسوا معا يقضون ليلتهم الخاصة وسط أجواء العشق والسعادة التي تغمرهم ! .......
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم ............
_ معقول الجمال ده كله ليا لوحدي
_ أنت مش رايح الشغل !
حاتم باسما
_ تؤتؤ حابب النهارده اقضى اليوم معاكي
استدارت ودنت منه
________________________________________
تلثم وجنته برقة دون حرف واحد بينما هو فمد يده بجيبه وأخرج كارتين عبارة عن تذاكر طائرة لمدينة كاليفورنيا
وقال بحنان
_ ده تذاكر الطيارة عشان نرجع كاليفورنيا زي ما كنتي عايزة وبما إن المشروع خلاص انتهى فمفيش مانع نرجع تاني لشغلنا هنا
هدأت بسمتها قليلا وجذبت الكروت من يده ثم تطلعت بعينها وقال في رزانة وحب
حاتم بنبرة جادة
_ سعادتك أهم عندي يانادين وطالما إنتي حابة ترجعي هناك مفيش مشكلة
ابتسمت وأظهرت عن أسنانها البيضاء ثم ألقت بتذاكر الطائرة فوق الفراش بأهمال واحتضنت كفيه بدفء متمتمة
_ وأنا كمان بتهمني سعادتك .. وبدي ياك تعرف إن سعادتي مرتبطة بوجودي جمبك مش بالمكان اللي راح ضل فيه .. وأنا هلأ خلاص اتعودت على مصر وحابة كتير إني ضل هون وما بدي ارجع على كاليفورنيا
حاتم بصوت رجولي قوي
كتمت على فمه بكفها تمنعه من استرسال الحديث وتقول باسمة بنظرة ثاقبة
_ مشان أنا بحبك .. وقولتلك ما عاد يفرق معي المكان أهم شيء تكون إنت جمبي وهاي هي أكبر سعادة لإلي .. وإذا ما بدك ياني اتضايق عنجد لا تفتح هاي الموضوع مرة تاني لإني حتى أنا ما راح اقدر سافر واترك الخالة فاطمة بعد ما اتعلقت فيها بهاي الدرجة
رفعت نظرها له فوجدته نائم في سبات تام وأنفاسه منتظمة .. شعره الأسود الكثيف مشعث مما جعله أكثر جاذبية ابتسمت وهي تتذكر ليلة الأمس كيف كانت تعبث بشعره باستمتاع وسط مزاحهم وضحكهم ولحظاتهم الرومانسية .. لا تصدق
_ عدنان اصحى يلا كفاية .. آدم بيرن عليك من بدري
أجابها بصوت ناعس
_ اعملي التلفون سايلنت وسيبك منه
قهقهت بخفة ثم مالت عليه وطبعت قبلة ناعمة فوق وجنته ولحيته هامسة
_يلا بقى قوم بلاش كسل احسن اجبلك هنا وهي بتعرف تصحيك كويس أوي
ابتسم وهو مغمض عيناه على أثر قبلتها ثم تمتم بلؤم واستمتاع
_طيب كام بوسة تاني كمان عشان اقوم
ضحكت وبسذاجتها لبت طلبه وأخذت توزع قبلاتها الناعمة على وجهه وهو مغمض عيناه ويبتسم بسعادة وحين توقفت فتح عيناه الماكرة وقال بعينان تلمع برغبة
_ دوري بقى
اعتدل بظرف لحظة وغار عليها يكبلها بيديه حتى لا تفر هاربة منه .. ولم تجد هي أمامها مفر سوى أن تصيح منادية على ابنتها فهي الوحيدة التي ستنقذها منه لكنه كان أسرع منها وكتم على فمها بيده ضاحكا ويقول
_ هشششش يعني لما ربنا هاديها عليا ومبوظتش علينا الليلة عايزة تندهيها
ابعدت يده عن فمها وقالت بضحكة مغلوبة
_ طيب ابعد عني بقى
هدر بعناد مبتسما
_مش قبل ما اخد دوري
مال عليها وكان على وشك أن ينل منها وسط ضحكها ومحاولاتها للتملص من بين يديه لكن صوت طرق الباب والعبرة الطفولية وهي تقول بكل براءة
_ مامي .. بابي يلا اصحوا
الټفت برأسه تجاه الباب وهو يتنهد بعدم حيلة بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقالت بخبث لكي تثير غيظه أكثر
_حبيبة مامتها جات
عدنان جازا على أسنانه بغيظ
_ ماشي ياجلنار .. هسيبك بس عشان هاخدك مشوار
_مشوار إيه !
عدنان بغمزة جذابة
_ مفاجأة
بعد مرور ساعات طويلة نسبيا ..........
تلفتت جلنار حولها باستغراب بعدما توقفت السيارة وقالت بعدم فهم
_ احنا جينا بيتنا ياعدنان !!!
أجابها وهو يفتح الباب وينزل من السيارة
_ ماهي المفاجأة هنا ياحبيبتي يلا انزلي
قادت خطواتها خلفه بعدما خرجت من السيارة وفور دخولها للمنزل توقفت متسمرة بدهشة وهي ترى كم التغيرات التي أحدثها بالمنزل لتقول له بانبهار
_ الله ياعدنان البيت شكل بقى جميل أوي
ضمھا إليه وقبل شعرها متمتما
متابعة القراءة