إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
يابدرية خلاص روحي إنتي ريحي ونامي وأنا هروح أشوفها
أماءت له بالإيجاب واستدارت وابتعدت متجهة إلى غرفتها بينما هو فقاد خطواته الهادئة إلي المطبخ ووقف عند الباب يتابعها مبتسما بعينان تفيض عشقا واعجابا بذلك الثوب الاسود الذي ترتديه تاركة العنان لشعرها ينسدل بحرية فوق ظهرها وتدندن برقة وصوت جميل
_ يالالا ويالالا .. ياعين ياليل .. ليليلي ياعيني ياليلي ياليل .. مغرم .. مغرم أنا مغرم بيك علطول وانا صابر وصبري في هوايا دليل
كادت أن تكمل الأغنية لكن فجأة وجدت ذراعيه تحاوطها من الخلف ويكمل هو عنها بصوته الرجولي الساحر
ابتسمت بعشق ودهشة .. أنها المرة الأولى لها التي تسمع فيها صوته وهو يغني .. لم تكن تتخيل أن يملك صوتا ساحريا بهذا الشكل ! .
التفتت له وهي تتأملها بثبات وغرام وتسمعه وهو يكمل بكل حنو وعينان عاشقة
_ أنت اللي حبيته وأنت اللي ناديته من بين الناس وأنا قولت خلاص .. وأنت بتهواني وفي يوم تنساني .. وأنا دوقت معاك طعم الاحساس .. قادر تنساني طيب انساني .. صعب أنا هنساك وأنا روحي معاك .. مغرم .. مغرم أنا بيك .. وأنا صابر وصبري في هوايا دليل
ثم انتقلت للوجنة الأخرى وتابعت بنفس الدلال
_ ياعدونتي !!
تمتم بنبرة ذائبة من فرط المشاعر
_ وأنا بعشقك يارمانة قلبي
ابتسمت له لكن سرعان ما عبست وقالت بضيق
_ هو أنا مش عرفت المفأجاة بقى خلاص .. مش ناوية تاخدني أنا وهنا ونرجع البيت بقى ولا إيه !!!
عدنان بخفوت
_ لسا شوية ياحبيبتي بعدين أنا مش قولتلك في مفاجأة تاني
جلنار بحيرة
_ طيب وإيه دخل المفاجأة بأننا نرجع البيت .. أنت بتعمل حاجة في البيت طيب وعايز تخليها مفاجأة ليا !
_ ليها دخل ونص كمان .. هو أنا صحيح بعمل شوية تعديلات حلوة في البيت ومتأكد أنها هتعجبك جدا وعلى ذوقك كمان بس مش دي المفاجأة الأساسية .. أكيد في حاجة أجمل وأروع من كدا .. ثقي فيها ومتقلقيش .. إنتي شوفتي مفاجأة النهارده كانت إزاي !
أماءت له بالإيجاب وتمتمت بفرحة أشبه بفرحة الأطفال
_ أجمل مفاجأة في حياتي .. أنا من وقت ما رجعت البيت وأنا بفكر هعمل إيه وهظبط ده كدا وهعمل كدا
قهقه بخفة ثم مسك كفها ورفعه لشفتيه يلثمه بحنان متمتما
_ ربنا يقدرني واسعدك دايما ياجلنار .. أنا مش عايز حاجة غير وجودك جمبي إنتي وولادي وإني اشوفكم مبسوطين
_ واحنا كفاية علينا وجودك معانا ياحبيبي
ابتسم وانحنى عليها ينوي سرق بعض اللحظات من الزمن ليصنعوا لحظاتهم الخاصة لكنه سرعان ما انتصب في وقفته بفزع على صوت ابنته التي كانت تقف عند باب المطبخ وتقول باستغراب
_ بابي !
اغلق عيناه بقوة في غيظ منها لكنه ابتسم لها بعشق وقال بشوق
_ ياروح بابي تعالي ياهنايا ده أنت وحشتيني أوي ياحياتي
تقدمت نحوه بخطوات بطيئة حتى وصلت إليه فانحني هو عليها وحملها فوق ذراعيه يلثم وجنتها ويهمس بنفاذ صبر
_ إنتي مش كنتي نائمة يابابا إيه اللي صحاكي دلوقتي
هنا بصوت طفولي رقيق
_ صحيت عشان اشرب مايه
عدنان بغيظ
_ امممم مايه .. هاتي يامامي مايه عشان حبيبة بابي تشرب .. لما نشوف اخرتها مع المايه اللي بتيجي في الأوقات الغلط دي دايما كدا
كتمت جلنار ضحكتها بصعوبة والتفتت لكي تلتقط كأس الماء وتعطيه لابنتها هاتفة
_ خدي ياحبيبتي اشربي
تناولت الكأس من أمها وشربته كله من فرط العطش ليبتسم هو لها بحنو ويعود يقبلها من وجنتها مجددا لكنه تجمد بأرضه وكذلك ملامح وجهه عندما سمع سؤالها البريء وهي تقول
_ بابي هو إنت كنت بتعمل إيه !
نقل نظره بين جلنار وبين الصغيرة پصدمة ورد ببلاهة
_ هاااا .. بعمل إيه في إيه !!
ازدرد ريقه باضطراب واجابها مبتسما بتصنع يحاول تغير مجرى الحديث
_ كنت بقول لماما سر .. تحبي تعرفي إيه هو
_ أيوة
عدنان بحنان أبوي جميل
_ كنت بقولها إن هنا هتفرح أوي ياماما لما النونو الصغير يجي وإنها بتحبه جدا .. صح ولا لا
عبست بحزن طفولي لكنها أماءت له بالموافقة شبه مجبرة وردت بتذمر
_ أنت ومامي هتحبوا النونو اكتر مني !
أجابها مدهوشا وبنفي تام
_ وهو بابي يقدر برضوا .. ده إنتي هنايا وأول فرحتي .. طيب إنتي عارفة بابي بيحبك قد إيه
ابتسمت بطفولية رائعة
حين طرح ذلك السؤال الذي دوما يطرحه
متابعة القراءة