إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
خلف الباب وتشبك يديها ببعضهم وذراعيها كأنها تحاول أخفاء جسدها وذلك الثوب الذي ترتديه .. تجفل نظرها أرضا بخجل ساحر مع ابتسامتها الناعمة وكذلك شعرها الحريري المنسدل فوق كتفيها وظهرها بحرية .. منظرها الملائكي والناعم جعله يسبح بعالم آخر وقلبه تزداد دقاته من فرط الفرحة والحماس .
رفعت نظرها إليه في نظرة خاطفة وسرعان ما اخفضته مجددا باستحياء ليكمل هو بعدما رفع أنامله ووضعها أسفل ذقنها يرفع وجهها لكي تنظر له هامسا
_ أنا بحبك أوي يازينة
داخل سيارة آدم أثناء عودتهم من حفل الزفاف وهو يقود السيارة بطريق منزل مهرة أولا كانت صامتة طوال الطريق تفكر بكلمات أسمهان .. وتحاول تخمين ما الشيء
انتبه لحالتها الغريبة فسألها باستغراب
_ مالك يامهرة !
التفتت برأسها نحوه ورمقته بسخط لتسأله في حدة ونظرة ثاقبة
_ آدم أنت مخبي عني حاجة
غصن حاجبيه بحيرة وأردف
_ هخبي عنك إيه يعني !!
مهرة بقوة وانزعاج ملحوظ
_ معرفش أنا بسألك أنت !
_ وليه بتسألي السؤال ده !
مهرة پغضب شديد وعينان حمراء من فرط العصبية
_ يعني إنت مكنتش ملاحظ نظراتك لزينة كانت إزاي ولما قولتلك اروح اسلم عليها معاك رفضت بشكل غريب
_ عايزة تعرفي إيه بظبط يامهرة !
_ كل حاجة
كانت عبارة صارمة وقوية مثلها جعلتها يتنهد بحرارة ويتمتم بخفوت دون أن ينظر لها
_ زينة كانت بتحبني وأنا وهي كنا قريبين أوي من بعض .. أنا كنت عارف من بدري إنها
________________________________________
بتحبني بس كنت بعمل نفسي عبيط على أمل أنها تنساني وتخرجني من عقلها وقلبها .. والوضع وصل إني فكرت ارتبط بيها عشان سعادتها بس تراجعت لاني مش بحبها ولا يمكن اقدر أسعدها وهكون بظلمها وبظلم نفسي .. وهي تستحق كل خير وتستحق راجل أفضل مني يكون بيحبها ويحافظ عليها ويصونها .. وهشام يستحقها
_وطبعا رفضت تاخدني معاك اسلم عليها عشان خۏفت ټجرح مشاعرها
صمت ولم يجد من الكلمات ما يدافع بها عن نفسه .. عبست واعتدلت في جلستها تشيح بوجهها عنه وتسأله بأسى
_ولما إنت خاېف على مشاعرها أوي كدا خدتني معاك الفرح ليه !!
اسرع والتقط كفها يحتضنه بين كفيه هامسا بنبرة تحمل الاعتذار والصدق
_ مهرة الموضوع مش كدا والله ياحبيبتي .. أنا كنت خاېف يحصل أي موقف أو تخرج أي كلمة منها أو منك وتضايقي إنتي .. كنت خاېف على مشاعرك إنتي مش هي .. زينة أنا عارف ومتأكد إنها مبسوطة مع هشام بس إنتي أكيد فهماني وعارفة إن الأمور دي بتكون حساسة شوية
_ ولما أنت عارف كدا من الأول خدتني معاك ليه !!!
صاح آدم بنبرة ارتفعت مثلها ونظرة كلها احتواء ورغبة
_ عشان عايزك تكوني جمبي ومعايا في كل مكان اروحه واقول لكل الناس إن دي حبيبتي وحياتي كلها وإنها ليا لوحدي وعشان مفيش صنف مخلوق يتجرأ يبصلك أو يفكر يقرب منك بس .. أنا عايزاكي تشاركيني في كل تفصيلة في حياتي يامهرة .. تكوني جمبي وقت حزني ووقت فرحي .. عايز اعيش الحياة معاكي !
الدموع المتجمعة بعيناها لما تتمكن من الصمود أكثر أمام كلماته ونبرة صوته أو حتى نظرته .. نجح في هدم جميع حصونها وامتص ڠضبها كعادته بعشقه الذي يغمرها به .. سالت الدموع بغزارة فوق وجنتيها ثم اقتربت
والقت بنفسها عليه تعانقه بقوة وتهتف من بين بكائها
_ أنا بحبك أوي يا آدم .. اوعي تسيبني وتبعدني عنك .. أنا ممكن أموت لو سبتني إنت كمان
أردف آدم بنبرة تغمرها الحنان والغرام وهو يبتسم ويضمها إليه أكثر
_ مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني .. لأن مجرد تفكيرك فيه أساسا مستحيل يعني لا يمكن يحصل أنا جمبك وهفضل جمبك لغاية آخر نفس فيا .. وكمان هنجيب بكيزة ومتولي ولا إنتي نسيتي
ضحكت بقوة رغما عنها عندما ذكرها بأسماء أطفالهم التي كانت تخبره بهم لما نتجوز ونجيب بنت هنسميها بكيزة والولد هنسميه متولي .. عشان انا بحب مسلسل بكيزة وزغلول أوي وبحب مسلسل عائلة الحج متولي .
ابتعدت عنه وقالت بحماس طفولي
_ بجد يعني وافقت يا آدم خلاص هنسمي بكيزة ومتولي !
رمقها بقرف وقال برفض قاطع
_ لا طبعا وافقت إيه .. انا اسمي ولادي بكيزة ومتولي ليه !! .. يبقى بلاها عيال خالص
ومن شفتيها بعبوس وعقدت ذراعيها أمام صدرها تهتف بعناد طفولي وغيظ
_ خلاص وأنا كمان مش هتجوز ويلا نفسخ الخطوبة
آدم بشراسة
متابعة القراءة