إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
به بصوت جهوري لكن سرعان ما حاول إخفاض نبرته عندما تذكر أنه موجود بالمستشفى
_ وهو أنا باعتك تدورلي عليه عشان تقولي مقدرتش اوصله .. بكرا عايز ده يكون قدامي وقبل ما البوليس يمسكه فاهم ولا لا
أجاب عليه الآخر بنبرة متلعثمة قليلا تحمل القليل من الخۏف
_ حاضر يابيه
انزل الهاتف واغلق الاتصال ثم اتجه نحو أقرب مقعد وجلس فوقه قم رفع كفه ماسحا على وجهه متأففا بإرهاق وتعب .. لمح الطبيب يخرج من غرفة أخيه فتوقف وهرول مسرعا يلحق به قبل أن يرحل .
اوقف الطبيب وسأله باهتمام
_ طمني يادكتور حالته تحسنت شوية ولا لسا زي ماهي
_ للأسف لسا زي ماهي .. بس متقلقش إن شاء الله هيقوم بالسلامة ولغاية بكرا الصبح ممكن كل حاجة تتغير وحالته تتحسن ويفوق كمان
تنهد آدم بأسى ورد في تمنى
_ يارب .. متشكر جدا يادكتور
_ على إيه ده واجبي
انصرف الطبيب وبقى آدم يقف بأرضه متسمرا في حزن .. ثم تحرك بقدماه نحو زجاج
________________________________________
الغرفة ووقف أمامه من الخارج ينظر لأخيه المتسطح على الفراش امعن النظر به في قلب منفطر للحظات حتى خرجت همسة تحمل في طياتها الوعيد وكلها ڠضب
خرجت فريدة من الحمام وهي تجفف وجهها بمنشفة صغيرة فصك سمعها صوت رنين هاتفها .. تحركت باتجاهه والتقطته تنظر للشاشة وتقرأ اسم المتصل الذي كان مسجل باسم لميا .. تأففت بخنق ثم حركت اصبعها على شاشة الهاتف لتفتح الاتصال ورفعت الهاتف تضعه على أذنها تجيب بشيء من السخط
_ خير
نادر مبتسما بسخرية ونبرة لا تبشر بخير
_ اخبار اللي لو حصله حاجة مش هترحميني عشانه إيه !! .. فاق ولا لسا
ردت فريدة في استهزاء من سؤاله وبعصبية
ضحك ورد ببرود وفرحة داخلية
_ جدا .. الحقيقة أنا اللي مش فاهمك هو مش انتي برضوا بتحبيني ومش بتحبيه .. امال ايه لزمة الخۏف ده كله عليه ولا بقى إنتي كنتي
مفهماني غلط وبتحبي عدنان
أصدرت زفيرا حارا بنفاذ صبر وردت عليه باستياء
_ هو الكلام ده وقته دلوقتي يانادر .. بقولك حالته خطړة وممكن ميقومش منها وإنت بتقولي بتحبيني وبتحبيه و.....
قاطعها بخنق وصوت أجش
_ خلاص خلينا نركز في الأهم دلوقتي .. جلنار عرفت إزاي
________________________________________
.. لو مكتمناش نفسها هتفضحنا ووقتها عدنان هو اللي ھيقتلنا
نادر بابتسامة شيطانية ونظرة لعوب لم تراها بسبب تحدثهم في الهاتف
_ ده في حالة لو مكتمناش نفسها زي ما بتقولي
فريدة متأفف بقرف وحنق
_ اقفل يانادر أنا مش في وضع يسمح ليا بالتخطيط والكلام دلوقتي خالص .. لما افوق وعدنان كمان يطلع من العناية وحالته تتحسن نبقى نفكر هنعمل إيه في المصېبة اللي نزلت فوق راسنا دي
انهت الاتصال دون أن تنتظر رده حتى .. مما جعله ينزل الهاتف من على أذنه ويتطلع إليه بشيء من الدهشة مبتسما بازدراء ثم هدر بغل ينبع من صميمه
_ عدنان ! .. أصلا حاډث زي ده المفروض كان يوصل المستشفى مېت لكن هو بسبع أرواح
ثم سكت للحظة يفكر بشيء وسرعان ما اڼفجر ضاحكا وهو يهتف بتسلي لمجرد مرور الفكرة على ذهنه
_ كنت ناوي اخلص منك ياديدي ياحبيبتي بنفسي بس هسيبك للي مش بيرحم بجد وهبقى ضړبت عصفورين بحجر واحد خلصت منك وعدنان الشافعي دخل السچن
ثم انحنى على كأس الڤودكا الموضوع فوق المنضدة الصغيرة وسكب منه في الكأس البيضاوي ورفع الكأس لفمه يرتشفه كله دفعة واحدة ويهتف مستكملا ضحكه الشيطاني
_ مجرد التخيل باللي هيعمله فيكي لما يعرف بخېانتك بيشعرني بالنشوة ياديدي
في صباح اليوم التالي داخل منزل نشأت الرازي ......
يمسك بفنجان القهوة الصباحي المعتاد جالسا في حديقة المنزل على مقعد أمام طاولة بيضاء ودائرية مستمتعا بالأجواء الهادئة من حوله واللون الأخضر الذي يملأ نظره .
قطع عليه خلوته الصباحية اقتراب مساعده الخاص ووقوفه أمامه مغمغما
_ صباح الخير يانشأت بيه
_ صباح النور ياصلاح خير !
أردف صلاح بنبرة جادة تحمل القليل من التعجب
_ هو سيادتك متعرفش آخر الأخبار
نشأت بحنق متأففا
_ لا معرفش .. اتكلم علطول من غير مقدمات في إيه !
_ عدنان الشافعي عمل حاډث خطېر امبارح وهو في العناية المشددة دلوقتي
كان فنجان القهوة في فمه يرتشف منه .. فأخرجه فورا وهو يبتلع القهوة التي في فمه بزعر .. ثم اسنده
متابعة القراءة