إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
لليسار وهو يتأملها قبل أن يقترب منها بخطواته في بطء حتى لا تشعر به ويقف أمام الفراش ينظر لها وهي منكمشة بجسدها من البرد انحنى عليها قليلا ومد يده إلى منامتها حتى ينزلها ولكنها انتفضت جالسة كالتي لدغتها عقرب بمجرد ما شعرت بلمسة يده وقالت پغضب
_ بتعمل إيه !!
عدنان بنظرات ثاقبة ونبرة جافة
_ مالك اټخضيتي كدا ليه
_ المفروض متخضش يعني لما اكون نايمة وأحس بلمسة حد على جسمي
مالت برأسها للخلف في ارتباك بسيط عندما وجدته ينحنى بجسده ووجهه عليها ليهمس في نبرة غليظة
_ أولا أنا مش حد .. ثانيا مفيش غيرنا في البيت
_ متلمسنيش تاني مفهوووم ياعدنان
لاحت بشائر ابتسامته المستهزئة وقال ببرود وبعينان حادة النظر
_ مفهوم !!!! .. ولو لمستك بقى هتعملي إيه !
همت بأن تجيب عليه لكن رنين الباب أوقفها وجعلها تتبادل معه النظرات باستغراب .. ثم انتصب هو في وقفته واستدار مغادرا الغرفة متجها نحو الباب وهي
________________________________________
لحقت به .
أمسك بالمقبض واداره ثم جذب الباب إليه ليجد أمامه ضباط شرطة يرتدون الزي العسكري الأمريكي .. اتسعت عينان جلنار پصدمة وهرولت تقف خلفه وهي تنظر إلى الضباط بدهشة ! .
_ الفصل السابع _
كانت في طريقها إلى منزلها بعد عودتها من يومها الأول في العمل بإحدى المكتبات وتحمل بيدها كيس يحتوي على علب اقراص الدواء الخاص بجدتها .. وإذا بها تجد الكيس يسقط من يدها بعدما اصطدم بها أحد أطفال جارتها وهو يركض پخوف قبضت على الطفل وامسكته من ياقة قميصه وهتفت بغيظ هي تنحنى عليه
_ وبعدين معاك يا ....
لم يدعها تكمل جملتها حيث حاول إفلات يدها عن قميصه وهو ېصرخ
_ابعدي يامهرة هيمسكني
التفتت برأسها للخلف لم تجد أحد فعادت له وقبل أن تتفوه ببنت شفة انتبهت إلى الهاتف الذي بيده فصاحت به وهي تضربه بخفة على رأسه
صړخ بها وهو يتململ بين قبضتها محاولا الهرب
_لا وابعدي بقى بدل ما اضربك
مهرة بضحكة ساخرة
_ ټضرب مين يا ابن الهبلة وأنت قد عقلة الاصبع كدا .. ده أنا لو دوست عليك ھفعصك هات التلفون عشان نرجعه لصاحبه
لمح الصغير آدم وهو يقترب منهم بخطواته السريعة فصاح بمهرة وهو يحاول الإفلات منها
_ جه يامهرة ابعدي ابو شكلك
شهقت پصدمة ثم رفعته من قميصه بكف واحد لأعلى وقالت أمام وجهه بنظرات مغتاظة
_ ابو شكلي أنا ! .. ده أنا هعملك زعافة يابن سعاد القرعة
_ بسم الله حد يخض حد كدا ياعم أنت
انتبهت لهيئته الفخمة وملامح وجهه الوسيمة وعيناه الخضراء وملابسه التي تعكس طبيعة حياته ابتسمت ببلاهة ثم نظرت الصغير وهتفت بنظرات زائغة
_ مين ده !
أجابها بقرف وضيق
_ صاحب التلفون
اتسعت عيناها والقت نظرة على آدم الذي كان يقف ويحدقهم بنظرات ڼارية ثم عادت بنظرها للصغير وضړبته بخفة على رقبته بغيظ
_ وأنت من امتى بتسرق الناس الحلوة دي !
خرج صوت آدم الخشن والمنفعل وهو يجذب هاتفه من يد الصغير
_ اه ده انتوا عصابة بقى .. طيب أنا هعرفكم إزاي تسرقوا كويس بعد كدا
ضغط على شاشة هاتفه يجري اتصال بالشرطة وقبل أن يضغط على زر اتصال .. هتفت مهرة مسرعة بابتسامة بسيطة
_ اهدى في إيه ياعم .. وحقك علينا ده ولد صغير وغلط واحنا هنشد عليه كويس أوي
_ وإنتي مين أصلا !
همت بأن تجيب وهي تمد يدها له بثقة حتى تصافحه وبابتسامتها الواسعة لكن الطفل هتف قبلها بابتسامة شيطانية
_ مهرة الهطلة !
وجد الصغير كفها ينزل على رقبته پعنف حتى أسقطه على الأرض وهي تهتف جازة على أسنانها بغيظ
_ اكتم ياجحش
ثم عادت ترسم ابتسامتها من جديد في وجه آدم وتقول بضحكة بلهاء
_ لا مؤاخذة أصل احنا عندنا في الحارة خراتيت صغيرة كتير أمثال الخرتيت ده
نزل آدم بنظره إلى كفها الممدود ونظر لها باشمئزاز قبل أن يهتف بصوت رجولي غليظ وڠضب
_ لولا أنه طفل بس كان زماني دلوقتي اتصلت بالشرطة وبلغت عنكم
_معلش امسحها فينا يا ياب.....
لم تكمل جملتها ووجدت الولد يمسك بملابسها ويمسح أنفه بها فدفعته بعيدا عنها وهي تصيح به باشمئزاز
_بتعمل إيه يامبقع يا ابن المبقعة
الطفل بابتسامة باردة وهو يتلاعب بحاجبيه قاصدا استفزازها
_بمسحها فيكي
رمقهم آدم بقرف ثم استدار وانصرف وهو يجيب على صديقه في الهاتف الذي يستمر في الرنين وصاح به پغضب
_ وحياة أمي لاظبطك
متابعة القراءة