إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
ده
وصلت هنا ووقفت أمام جدها وهي تمد يدها الصغيرة حاملة كوب الماء الصغير وهاتفة برقة
_ المايه ياجدو
الټفت برأسه لها ولم يتمكن من الرد على سؤال انتصار فجذب كوب الماء من يد حفيدته وهو ينحنى لاثما وجنتها ومتمتما وهو يشرب الماء
_ شكرا يا اميرة جدو
وضع كوب الماء فوق الطاولة الصغيرة وهتف وهو يملس على شعرها بلطف ودفء
_ انا همشي ياهنا دلوقتي بس اوعدك إني هاجي تاني إن شاء الله خلاص
ردت عليه بحزن
_ خليك شوية متمشيش
طبع قبلة رقيقة فوق شعرها وهتف
_ مش هينفع ياجدو عشان ورايا شغل .. بس وعد زي ما قولتلك هاجي تاني والمرة الجاية هقعد كتيييير أوي لغاية ما تزهقي مني تمام
_ زي ما اتفقنا
_ تمام يا نشأت بيه
سار باتجاه باب المنزل وانصرف فظلت انتصار واقفة مكانها تفكر بحديثه والقلق والخۏف ينهش قلبها نهش وفقط تردد من بين شفتيها ربنا يستر .
_ احكيلي بقى إيه موضوع فريدة بالتفصيل
كان ردا قويا
________________________________________
من آدم على سؤال جلنار له بنوع الحديث الذي يرغب في التحدث به معها .. فصمتت هي لبعض الوقت متطلعة إليه بتردد حتى قالت أخيرا بعدما حسمت أمرها
_ طيب قولي ياجلنار بس يلا
أخذت نفسا عميقا قبل تبدأ بسرد كافة التفاصيل التي حدثت منذ خروجها من المعرض خلف فريدة حتى ټهديدها لها بالمستشفى وكان آدم يستمع إليها وعيناه تخرج شرارات ڼارية من فرط الڠضب يقفل يده ويضغط على قبضته بقوة .. يرغب الآن بالذهاب لذلك الوغد الذي يدعى نادر وېخنقه بيديه .
انتهت جلنار من التكلم فخرج من فم آدم لفظ بذيء يسب ويشتم به كل من نادر وفريدة ثم هب واقفا ينوي الذهاب لنادر لكن جلنار أمسكت به وقالت بحدة
آدم بصوت مرتفع قليلا وهو يصيح بانفعال
_ وانتي متخيلة إني هسيب بعد
اللي عمله في عدنان أنا كنت شاكك فيه أصلا ودلوقتي اتأكدت منو مفيش حد ليه مصلحة يأذي عدنان غيره هو وال فريدة
هتفت جلنار محاولة تهدئته وهي تمسك بذراعه حتى لا يفر من بين قبضتيها
_ ولا أنا كمان متأكدة أنا شاكة زيك يا آدم أنهم هما اللي ورا الحاډث ده ابوس ايدك اهدى عشان خاطري وخلينا نفكر
________________________________________
الأول بهدوء هنعمل إيه ونكشفهم إزاي لأن دول شياطين واحنا مش ضامنين ممكن يعملوا إيه
_ فريدة .. ومن سنة واكتر ومع
لمحت جلنار فريدة وأسمهان وهم يركضون نحوهم فضغطت على يد آدم متمتمة بنظرة جادة
_ جم .. متخلهاش تحس إنك عرفت حاجة وامسك نفسك قدامها يا آدم
وصلت أسمهان إليه شبه ركضا وارتمت على ابنها وعانقته بفرحة غامرة متمتمة
_ عدنان فاق يا آدم .. اللهم لك الحمد والشكر يارب
ملس على ظهرها بيده في رقة وعيناه عالقة على فريدة تستقر في عينه نظرات قاټلة تكاد تفتك بها وتسرق أنفاسها وبالفعل هي ارتبكت من نظراته فاشاحت بنظرها بعيدا عنه متسائلة عن سبب تلك النظرات المرعبة التي يرمقها بها .
هتف آدم بابتسامة رسمها بصعوبة بسبب الڠضب الذي يهيمن عليه ورد على أمه
_ فاق ياماما الحمدلله وكويس .. ادخلي شوفيه واطمني عليه بنفسك عشان ترتاحي اكتر
هزت أسمهان رأسها في سعادة وهتفت بحماس وتشوق
_ طبعا هدخل اشوفه
انتبهت إلى جلنار التي تقف بالقرب من آدم وتتابع ما يحدث بصمت فرمقتها بنظرة حاقدة كلها نقم وقرف ! .
في صباح اليوم التالي .....
تم نقل عدنان إلى غرفة عادية بعد تحسن حالته الصحية واستقرارها تماما .
سحب آدم مقعدا وجلس بجوار فراش أخيه وتمتم باسما
_ حمدلله على السلامة ياعم .. شيبت شعر راسنا من الخضة والله
ضحك عدنان ورد عليه مداعبا وهو يغمز بعيناه
_ عمر الشقي بقى
ثم هتف متسائلا بجدية
_عملت إيه في اجتماع الصفقة اللي كان المفروض امبارح
آدم بنبرة رجولية خشنة
_ اجلته لغاية ما تقوم بالسلامة وتظبط كل حاجة بنفسك لكن قولي إنت ناوي علي إيه صحيح
تنهد بقوة وعلى ثغره ابتسامة لئيمة متمتما
_ هتشوف استني بس اطلع من المستشفى واتفرج
ضحك آدم وهو يغمز لأخيه بلؤم مماثل ثم هدر بجدية أشد من السابق تكاد تكون ڠضب ونقم
_ سواق العربية النقل اللي خبطتك هربان بس الرجالة قالبين الدنيا عليه وهيتجاب ونتأكد مين
متابعة القراءة