إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
اشتاقت له كثيرا .
تمسك بيدها كوب شاي وباليد الأخرى قطعة بسكوت تغمرها في الشاي وتخرجها لتضعها في فمها وهي تشاهد التلفاز على إحدى قنوات المسلسلات التركية المدبلجة .. زاد انتباهها وتركيزها على المشاهدة عندما جاء مشهد بين أبطال المسلسل وهم
________________________________________
يتشجارون فظلت محدقة بالتلفاز وهي تلوي فمها بقرف من شخصية البطل في المسلسل .. ثم التقطت قطعة بسكوت أخرى وفعلت معها كما فعلت بالأخرى وهتفت بقرف وهي تلقيها بفمها قاصدة بطل المسلسل
_ طاب والله العظيم الواد مراد ده بني آدم براس كلبة
_ هما إيه المتخلفين عقليا دول .. يابت سبيه هما كلهم صنف عرة والله
وفجأة شعرت بكف قوى نزل على رقبتها من الخلف فانتفضت واقفة والتفتت بجسدها للخلف فوجدتها جدتها صاحت في ضيق
_ هو حد جه جمبك ياحجة بټضربي ليه
اقتربت منها فوزية وهي تشمر عن أكمامها وتقول بوعيد وابتسامة متشفية
_ لتكوني فاكرة عشان غلب عليا النوم امبارح وهربتي مني هسيب اللي عملتيه يعدي بسهولة كدا
ظلت مهرة تتقهقر للخلف وهي تقول بنبرة خائڤة
_ استهدي بالله بس وهنتفاهم .. طب بزمتك إنتي كنتي ترضهالي .. ده عبيط جاي
يتقدم ولأبس بنطلون فسفوري اللون رشق في عيني جابلي حول والله
فوزية بغيظ
_ ياختي بركة !
ابتسمت مهرة ببلاهة بعدما أحست بهدوء انفعال جدتها قليلا ثم تحركت بحذر وخبث نحو جدتها حتى قفزت بجوارها ولفت ذراعيها حول أكتافها تقول بمكر
_ يازوزا أنا مواصفات فتى أحلامي مختلفة
_ أكيد اهطل زيك
مهرة بشفتين مزمومتين
_ لا لا انتي مش هتفهميني وبتستهزئي بأحلامي التافهة
تنهدت فوزية بعدم حيلة ثم اتجهت وجلست على الأريكة لتقول بصوت مرهق
_ يابنتي حرام عليكي عايزة اطمن عليكي وافرح بيكي قبل ما اموت .. انتي أمانة امك الغالية الله يرحمها لو حصلي حاجة هسيبك لمين
_ سبيني لضميري
انحنت فوزية وهمت بالتقاط شبشبها لكن مهرة قفزت وجلست بجوارها فورا وهي ټحتضنها وتهتف بضحك ومرح
_ ټموتي فين بس ده انتي صحتك زي البومب ده أنا قرب يجيلي كساح وإنتي بتجري زي الخيل
دفعتها فوزية بخفة هاتفة بسخط بسيط
_ نقي عليا يا بنت رمضان مش كفاية فقعالي مرارتي عايزة تجيبي اجلي كمان
انحنت عليها وطبعت قبلة عميقة على جبهتها وهي تقول بعذوبة
_ ربنا يديكي الصحة يازوزا ويخليكي ليا .. هو أنا أقدر أعيش من غيرك برضوا
طالعتها فوزية بحنان ثم جذبتها لأحضانها وهي تملس على شعرها وتطبع قبلات متفرقة عليه بحب ...
سارت باتجاه أسمهان وهي تحمل كأسين من العصير الطازج ثم وضعتهم على منضدة صغيرة أمامهم وجلست بجوار شقيقتها وهي تسأل باهتمام
_ لسا مفيش خبر عن جلنار يا أسمهان
هتفت أسمهان بخنق محدثة شقيقتها
_ يعني أنا جيالك يا ميرفت عشان تجبيلي سيرة اللي ما تتسمى دي
ميرفت بعدم فهم
_ أنا نفسي افهم إنتي مش طيقاها ليه .. هي البنت عملتلك إيه دي حتى جيبالك حفيدة زي القمر ماشاء الله
أسمهان بغل وحقد
_ مش طيقاها عشان بنت نشأت الرازي .. ده راجل قذر وكل يوم مع ست شكل .. وكل همه الفلوس ومصلحته وبس واهي بنته زيه لما لقت مفيش فايدة من ابني ومش هتعرف تاخد حاجة منه قالت اطلب الطلاق ولما رفض خدت البنت وهربت والله اعلم بقى قاعدة مع مين دلوقتي ولا بتعمل إيه
ميرفت بلطف وإشفاق
_ يا أسمهان حرام عليكي متظلميش البنت .. جلنار كويسة وتستاهل أفضل حاجة .. متحسسنيش إن عدنان ملاك نازل من السما ماهي البنت هربت لما عرفت أنه عايز ياخد بنتها منها ومش كفاية معذبها معاه ومهملها و كل اهتمامه مديه لفريدة ولبنته وبعدين مش إنتي اللي كنتي عايزاه يتجوز تاني عشان يخلف وفضلتي تزني عليه لغاية ما تعب من الزن ووافق
أجابتها وهي تعتدل في جلستها وتقول بنظرات مشټعلة
_ كنت هجوزه بنت سليم العايد نسب نتشرف بيه مش نشأت القذر ده .. لكن تقولي إيه بقى في عمته .. عارفة لو كانت عايشة لغاية دلوقتي أنا كنت اكلتها بسناني
تنهدت ميرفت بعدم حيلة مش حقد شقيقتها وبغضها للجميع الذي لا ينتهي أبدا وقالت بتهكم
_ده بدل ما تدعي للست بالرحمة وتقولي ربنا يرحمها
_ ماټت وسابتلي البلوة اللي اسمها جلنار دي بعد ما اقنعت عدنان أنه يتجوزها
ميرفت بنفاذ صبر
_ طيب اشربي العصير يا أسمهان وخلينا نتكلم في حاجة تاني
زفرت أسمهان بعصبية بسيطة ثم التقطت كأس العصير وبدأت ترتشف منه بهدوء وهي تفكر في طريقة للتخلص من زوجة ابنها الثانية حتى تتفرغ بعد ذلك لفريدة .
دخلت إلى غرفة قديمة
متابعة القراءة