إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
أجابها بمداعبة وهو يغلق ازرار قميصه العلوية بابتسامة لعوب
_ طيب ما إنتي موجودة وهتهتمي بيا أنا واثق
تجمدت معالم وجهها وطالعته بعينان تطلق علامات استفهام في عدم فهم ثم رفعت سبابتها تشير لنفسها بحيرة
_ أنا !!!
_ أيوة إنتي !
جلنار بتعجب ملحوظ في نبرتها ونظرتها
_ طيب ما أنا مش هكون موجودة .. إنت هتروح تقعد مع مامتك في البيت !
انتهى من زر ازراره قميصه وغمز لها بمشاكسة
_ مين اللي قال كدا .. أنا هقضى فترة تكملة علاجي مع رمانتي وبنتي
لحظات أخرى مرت من السكون التام المهيمن عليها .. لكن هذه المرة كانت تتطلع إليه بذهول فخرج صوتها بازدراء وعدم تصديق
اختفت الابتسامة من على وجهه فور ذكرها لاسم فريدة وتحول من المرح والمشاكسة إلى الحزم وهو يجيب عليها
_ خلينا في موضوعنا افضل .. لو خلصتي وجهزتي يلا بينا
استدار وسار مبتعدا عنها فهرولت خلفه وامسكت بذراعه تديره إليها وتهدر بجدية واستغراب
_ استنى هنا .. إنت امبارح تقولي أنا مش عايز جلنار القديمة وبتتصرف بطريقة غريبة من امبارح وبليل تعالي نامي جمبي عشان مش هترتاحي على الكنبة ودلوقتي هقعد معاكي إنتي .. هو في إيه بظبط !!
ضيق عيناه باستغراب مزيف ورد بكل بساطة وهدوء أعصاب
ضحكت بصوت عالي وردت عليه مستهزئة بانفعال
_ لا والله طبيعية !! .. ولما هي طبيعية مكنتش بتتصرف معايا من بدري زي كدا ليه !
_ إنتي غاوية نكد على الصبح يعني !
احتدمت نبرتها بشدة ولا تعرف لماذا شعرت بوغزة ألم في قلبها فردت عليه بثبات وقوة
_ لو بتعمل كل ده عشان تخدعني وتخليني أتراجع وانسى موضوع الطلاق فبلاش منه احسن لإني لسا عند قراري وقريب أوي هوكل محامي عشان نبدأ في الإجراءات
خرج عن إطار هدوئه المزيف وصاح بها منفعلا پغضب هادر
غامت
عيناها بالعبارات وظهر الألم فيهم فكلماته لا تزال تتردد في أذنها حتى الآن تشعرها بكسرة النفس والعجز .. سقطت دمعة حاړقة على وجنتيها وهي ترد عليه بصوت مبحوح
_ وأنا كمان صبرت واستحملت كتير بس عشان ....
توقفت للحظة عن الكلام دون أن تكمل جملتها وعادت تكمل كلامها
_ بس حتى أنا صبري ليه حدود ياعدنان .. وإنت عارف كويس أوي إيه اللي وصلني للحالة دي وخلاني اطلب الطلاق .. فبلاش تمثل عليا دور الاهتمام والحب المزيف ده لأنه مبقاش يفرق معايا
وصلت أمام باب غرفة أسمهان وطرقت عدة طرقات خفيفة حتى سمعت صوتها يسمح للطارق بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت رأتها قد ارتدت ملابسها وتستعد للخروج فابتسمت فريدة وسألت بخبث
_ رايحة لعدنان في المستشفى
أسمهان دون أن تنظر لها
_ أيوة
تحركت فريدة بخطواتها المتريثة نحوها وهي تهتف بعينان ناقمة
_ بس عدنان طلع من المستشفى وراح عند بنت الرازي
ردت أسمهان بعصبية
_ نعم !! .. يعني إيه راح عند جلنار وليه مجاش هنا
_ من وجهة نظرك ليه ياترى !
كانت جملة مدروسة تماما من افعى تسير على خطا ثابتة لتحقيق نوياها .. بينما أسمهان فصاحت بغيظ وغل
_ وهي فاكرة إني هسيبلها ابني الحقېرة دي
قررت فريدة بالقاء ورقتها النهائية والرابحة وهي تقترب أكثر من أسمهان وتهمس بصوت يقارب إلى صوت فحيح الأفعى
_ أنا عارفة إنك عايزة تخلصي مني وإنك طول السنين اللي فاتت بتمثلي الحب قدامنا بس أنا كمان كنت عارفة إنك مش طيقاني ومستنية الفرصة اللي تخلصي فيها مني .. بس لو فكرتي بذكاء اكتر شوية هتشوفي إن مش أنا خالص اللي عدوتك بالعكس احنا الاتنين عندنا نفس الهدف .. إنتي عايزة ابنك وأنا عايزة جوزي يرجعلي وعلى الأقل أنا مكنتش باخده منك لكن
________________________________________
دلوقتي عدنان من وقت ما رجعت جلنار وهو طول الوقت عندها يعني شوية وهتاخده تماما منك ومش بعيد تعمل مشاكل بينكم وتحرمك منه
التهبت عين أسمهان بنيران البغض والغل وهتفت ضاحكة بسخرية
_وإنتي متخيلة إني هسمحلها تخدع ابني وتلهف كل فلوسه
فريدة بخفوت خبيث
_ عارفة وعشان كدا بقول نركن كرهنا لبعض ومشاكلنا على جنب ونركز على الهدف اللي احنا الاتنين بنسعى ليه ونشوف طريقة نخلص بيها من بنت
متابعة القراءة