إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
اللي ورا الحاډث ده
_ إنت شاكك في مين !
_ هقولك بس مش دلوقتي لما نمسك الحقېر ده الأول
اقټحمت هنا الغرفة حيث فتحت الباب بقوة رغم جسدها الضئيل وركضت نحو أبيها صائحة بفرحة غامرة
_ بابي
ظهرت إشراقة وجهه فور رؤيته لها واعتدل في نومته بصعوبة ليستقبل صغيرته التي قفزت فوق فراشه وجلست بجواره ثم ارتمت عليه تعانقه بشوق حقيقي هاتفة بصوتها الطفولي اللطيف
_ وحشتني يابابي
لم يجبها فقط زاد من ضمھا إليها وهو يستنشق رائحتها المحببة لقلبه ويتمتم بنبرة مختلفة كلها مشاعر أبوية نقية
ظلت بين ذراعيه للحظات وهو مغمض عيناه ويتمتم بصوت خاڤت ودافيء
_ كنت خاېف مقدرش اشوفك تاني يا قلب بابا
.
الټفت آدم برأسه ينظر لجلنار التي تقف على مسافة ليست ببعيدة تتطلع لهم بعينان دامعة ومتأثرة فظهر شبح الابتسامة على شفتيه ثم هب واقفا وسار نحو الباب ينوي الرحيل حتى يترك لهم بعض المساحة الشخصية كعائلة وأثناء مروره من جانب جلنار رمقها باسما بمشاكسة وغمز لها بعيناه الخضراء فرمقته هي بنظرة حادة تكتم ابتسامتها وتابعته بنظراته حتى رحل عن الغرفة فتحركت باتجاه مقعده وجلست عليه ثم همست برقة
الټفت لها برأسه وابتسم بدفء ثم قال
_ الله يسلمك
انحنت هنا على أذن والدها وتمتمت بخبث طفولي ضاحكة
_ بابي تعرف .. ماما كانت ټعيط كتير وقالتلي إنها بټعيط عشان زعلانة إنك تعبان
اتسعت عيني جلنار وهي ترمق ابنتها بغيظ بينما هو فكتم ضحكته وهمس لصغيرته بمكر وعيناه ثابتة على جلنار
_ امممم ما أنا عرفت ياحبيبة بابي .. هي كانت بټعيط كتير أوي يعني !
هزت رأسها بإيجاب وردت بخفوت وبعض التوتر من نظرات أمها لها
_ أيوة كتيييير أوي
اماء برأسه وهو يبتسم بمشاكسة ثم رمق جلنار بنظرة دقيقة .. مثبتا نظره على عيناها الحمراء والمتورمة من كثرة البكاء .. ثم هتف بمكر مقصود باسما
ارتبكت من نظراته المثبته على عيناها فوجدت نفسها بتلقائية تشيح بوجهها للجهة الأخرى بعيدا عنه ليضحك هو بصمت ويتطلع لابنته هامسا بعد أن لثم وجنتها بقلبة سريعة
_ روحي يابابا قولي لعمو آدم بابا بيقولك جيب
ليا الشوكولاته اللي بحبها
قفزت فرحا وصاحت
_ بجد
_ أيوة بجد ياملاكي يلا اجري الحقيه قبل ما يمشي هتلاقيه واقف برا
نزلت من الفراش وهرولت راكضة للخارج بجسدها الصغير وفستانها الطفولي اللطيف مثلها تماما بينما هو فتابعها حتى رحلت ثم ادار نظره نحو الجالسة على المقعد ولا تزال تشيح بوجهها عنه ناحية النافذة المفتوحة فتحرك في فراشه ببطء على الجانب الذي تجلس هي فيه وخرج صوته الوديع
رمقته بطرف عيناها في نظرة خاطفة وسريعة فابتسم وهتف
_ بصيلي هنا
التفتت برأسها مرة أخرى ناحيته في اقتضاب تخفي توترها وخجلها بتصنعها الحزم والجدية لكنه غمز لها بابتسامة لعوب وهمس بصوت يحمل بحة جديدة
_ عيطتي
________________________________________
للدرجة اللي خلت عيونك يبقى منظرها بالشكل ده !
ابتسمت بسماجة وتمتمت بتصنع عدم الاهتمام رافضة الاعتراف بخۏفها وحزنها الشديد عليه
_ لا ده أنا عيني كانت ۏجعاني وفضلت ادعك فيها كتير فورمت وبعدين أنت
________________________________________
متعرفش ااا .....
توقفت عن الكلام حين وجدته يمسك بكفها محتضنا إياه بين قبضته الضخمة ويتطلع إليها بعينان حكت الكثير عن الذي يرغب بقوله لها الآن قد يكون مندهشا وسعيدا عليه الاعتراف أن آخر شخص كان يتوقع أن يح
_ أنا اللي اعرفه إن عيون زهرتي الحمرا مش لايق عليها العياط أبدا
لأول مرة ينعتها بزهرته الحمراء .. لطالما اعتاد أن يقول لها رمانتي نسبة إلى اسمها الذي يعني زهرة الرمان الحمراء .
سرت رعشة متلذذة في أنحاء جسدها من ملمس شفتيه واحتكاك ذقنه بكفها وكأنها الوهلة الأولى التي يلمسها بها ! شبهها بالزهرة الحمراء وقد تحولت بالفعل لحمراء تلونت وجنتيها بلون الډماء وانعقد لسانها فاستمرت بالتحديق به بصمت تام كان وجهها كلوحة إبداعية من صنع الخالق عز وجل جعلته يذوب من فرط جمالها عيناها البندقية وبشرتها البيضاء مع وجنتيها الحمراء وشعرها الأسود الحريري .. بتلك اللحظة قذفت في ذهنه أكثر من فكرة منحرفة لكنه كبح رغباته بصعوبة .
انفتح الباب وظهرت من خلفه فريدة فانزل يد جلنار تدريجيا التي التفتت برأسها للخلف تتطلع لفريدة باشمئزاز .. أسرعت فريدة إلى عدنان وارتمت عليه تعانقه بقوة وتهتف برقة مقصودة حتى تثير غيظ جلنار
_ حمدلله على سلامتك ياحبيبي .. كنت هتجن من الخۏف عليك
لم يبادلها عناقها كعادتها بل اكتفى بأنه ملس بيده على ظهرها في لطف وتمتم بنبرة فاترة
_ الله يسلمك يافريدة .. أنا كويس متقلقيش
انطلقت من جلنار ضحكة بسيطة كلها استهزاء وهي معلقة نظراتها الشرسة على فريدة من ادعائها أنها
متابعة القراءة