إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
حاتم بهدوء ليحاول تهدأتها
_ معرفش يانادين يمكن أنا حطيتها من بدري ونسيتها .. ممكن تهدي ومتعصبيش نفسك عشان متتعبيش احنا لسا امبارح كنا عند الدكتور وهو منبه نبعد عن العصبية
لم تبالي بتبيهاته حول الهدوء بل صاحت بعصبية أكثر وغيرة متأججة
_ وليش تحطها بغرفتي .. مش على أساس إنك رميت من كل صوركن القديمة
وصل إليها أخيرا وجذب الصورة من يدها ليلقيها بعدم اهتمام فوق الفراش ويقول بدفء
_ نسيتها يانادين .. في إيه ياحبيبتي اهدي مش معقول صورة تعصبك بالشكل ده
_ لك إنت مش شايف حالك شلون مقرب منها لا وعم تضمها كمان من كتافها !!
_ طيب ما أنا بقولك صورة قديمة .. لكن دلوقتي إنتي عارفة إن حتى الكلام اتقطع بينا .. طبعا في المقام الأول بسبب الباشا عدنان اللي بيتجن لو شافني بكلمها بس كأني هاكلها مراته يعني !! .. وتأتي حاجة ودي الأهم أن عشانك أنا قطعت أي صلة تواصل بيني وبين جلنار
كانت أن تجيبه لكن داهمها شعور بالألم اجتاح بطنها فأصظرت تأوها عاليا وجلست بسرعة على الفراش .. صابه الهلع واسرع يهتف وهو ينحنى أمامها بفزع
_ نادين إنتي كويسة !
سكنت ولم تجيب عليه فقط كانت تضع يدها على بطنها تشعر بالألم الذي بدأ يهدأ مجددا ويختفي .. لكن صمتها اصابه بالجنون فصاح بارتيعاد
نادين بصوت خاڤت
_ ما في داعي ياحاتم أنا منيحة ..
حسيت پألم بسيط بس هلأ راح
حاتم بانفعال ناتج عن قلقه واهتمامه
_ قولتلك متعصبيش نفسك .. لكن إنتي عنيدة ومبتسمعيش الكلام .. لو إنتي مش خاېفة على نفسك فأنا خاېف عليكي وعلى ابني
وضعت كفها فوق كفه وهمست برقة وبسمة حانية
_ أنا منيحة والله ما تقلق .. معك حقك ما بيصير عصب حالي مشان ابننا
طال تمعنه بها وهو يتنفس الصعداء بخنق رغم راحته أنه بخير .. ودون أن يشعر وجد نفسه يقترب منها ويلثم شعرها بلطف ثم يمد يده ويلتقط الصورة مجيبا
ثم راح يمزقها أمام عيناها وألقي بها بسلة القمامة الصغيرة .. ليهتف في نظرات ثابتة عليها
_ مفيش حاجة ولا حد في الدنيا أهم منك إنتي وابني اللي جاي
مالت عليه وعانقته بحراره وهو تغدق مسامعه بكلماتها الناعمة والعاشقة الذي اذابته تماما وانسته كل شيء ! .......
يتأملها منذ استيقاظه ويتمعن في ملامحها الساحرة ويستمع لانفاسها المنتظمة والدافئة .. أما يده فكانت تعرف طريقها إلي بطنها مستقره المفضل حيث يسكن طفله الصغير وبين كل لحظة يدنو منها لينهل منها بقبلاته الرقيقة دون أن يوقظها من سباتها الجميل .
_بابي إنتوا فين
أجابها بصوت منخفض وهاديء
_ صباح الخير ياهنايا .. أنا وماما روحنا مشوار وراحعين دلوقتي
هنا بتذمر وضيق ملحوظ في صوتها
_وليه سبيتوني ومخدتونيش معاكم !!
ابتسم وأجاب بخفوت ولطف
_ مينفعش ياحبيبتي ناخدك .. المرة الجاية هناخدك ان شاء الله .. اوعدك
انقطع صوتها وسكنت للحظات ثم عادت تتحدث من جديد لكنها سألته بذكاء طفولي
_ إنت ليه بتكلمني بصوت واطي
________________________________________
يابابي !!
اندهش من سؤالها ولم يسعفه عقله في ايجاد حيلة سريعة يجيب بها عليها حيث رد ببلاهة متصنعة
_ لا ياحبيبتي مش بتكلم بصوت واطي
هنا بأصرار وثقة
_ لا صوتك واطي
عدنان بغيظ من عنادها وقد ارتفعت نبرة صوته قليلا
_ إنتي هتعرفي اكتر مني يعني .. أنا بقولك صوتي مش واطي
هنا بنبرة قوية لا تلائم طفلة أبدا
_ طيب أنا عايزة اكلم مامي
عدنان مختلقا حيلة
_ مامي مش جمبي .. أول ما تيجي هخليها تتصل بيكي وتكلمك
_ طيب انتوا امتى هتيجوا
_ دلوقتي حالا
_ وعد !
ضحك ورد بإيجاب
_وعد يا هنا حياتي .. فين بقى البوسة بتاعة بابي
ارسلت له قبلة في الهاتف سمع صوتها فابتسم ورد بهيام
_ اوووف احلى بوسة .. يارتني موجود دلوقتي بس لما نرجع هاخدها تاني
هنا بضحكة ناعمة وجميلة
_ ماشي .. باي يابابي .. بحبك
_ وأنا بعشقك ياروح بابي .. باي
بنتك لو اتأخرنا عليها اكتر من كدا هتفضحنا على الفضائيات
تململت في الفراش بانزعاج وردت عليه بكسل دون أن تفتح عيناها
_قولتلك نجيبها معانا !
رد عليها ساخرا
متابعة القراءة