إمرأة العُقاب بقلم ندى محمود
المحتويات
لها بكل هذه السرعة والسهولة ! .. بينما هي تقف ترمقه صامتة خرجت صيحة عڼيفة منه وهو يقول
_ صابر مستنيكي برا .. هياخدك ويوديكي البيت ورجلك لو عتبت برا عتبة البيت بس هتتكسر يافريدة
أحست هذه المرة بأن دموع صادقة تجمعت في عيناها لكنها شدت على محابسهم واستدارت بصمت متجهة للخارج تماما حيث ينتظرها صابر كما اخبرها .
في مساء اليوم .....
يجلس في الشرفة الخارجية بالصالون على مقعد هزاز ضوء القمر ينعكس على ظلام الشرفة فيضيئها والرياح الباردة تلفح صفحة وجهه وشعره الغزير والأشجار تتمايل يمينا ويسارا بفعل حدة الرياح .. كانت أجواء باردة وقاسېة قليلا تماما كقلبه لم يعد يعرف على ماذا يجب أن يثبت كامل تركيزه .. على صديقه الذي يخونه بعمله أم على زوجته وحبيبته التي لم يعد يشعر أنها باءت هكذا .
يبلغ قصاري جهده في تمالك ثوراته العمياء حتى لا ېؤذيها على أمل أن يكون مخطأ ويصبح هو الظالم .. بل يتمنى أن تكون هي على حق وهو مخطأ بحقها .
منذ عودتهم من الأفتتاح وهو يجلس بسكون هكذا في الشرفة حتى أن هاتفه يتركه على الوضع الصامت غير عابئا باتصالاته الكثيرة والتي في مقدمتهم اتصالات والدته .. كلما تتذكر ما عرفته بالصباح تستاء من تلك الحقېرة وتضحك في سخرية بنفس اللحظة .
لا يمكنها أن تكون سيئة لهذه الدرجة حتى تشمت بوضع كهذا بل بالعكس هي أكثر من ناقمة على تلك المرأة المليئة بالقذارة لكن بطبيعة الأنسان الفطرية هناك جزء من داخلها يشعر بالنشوة لحكمة القدر وكأن القدر يأخذ حقها دون أن تبذل أقل مجهود حتى .. يبدو أنها لن تحتاج لتشعره بما شعرت به طوال السنوات السابقة فخېانة زوجته ستكون كافية وزائدة عن اللازم .
وقفت بجواره ومدت يدها بالقهوة له فرفع نظره إليها وبتلقائية نزل لملابسها يتفحصها في نظرة دقيقة فليست من عادتها أن ترتدي مثل هذه المنامات بالمنزل لكنه لم يعقب وتصنع التجاهل ثم مد يده والتقط الفنجان من يدها هامسا بنبرة عادية
_ شكرا ياجلنار
لم ترد وجذبت أحد المقاعد المجاورة لتجلس على مقربة منه وتقول بخفوت
_ أنا هاخد هنا ونروح نقعد يومين عند خالتو انتصار
_ لا
اغتاظت من أسلوبه فقالت بحدة وڠضب
_ أنا مش بشاورك على فكرة .. أنا بعرفك
رمقها بنظرة ممېتة اربكتها قليلا ثم رد بهدوء مريب ينهي هذا الحوار قبل أن يأخذ منحنى لن يحبذه
_ ادخلي الجو برد .. أو روحي نامي هيكون أفضل
التهبت عيناها وبقت تحدقه بعين
ڼارية كلها
________________________________________
غل وغيظ وبداخلها ټلعن نفسها التي ذهبت واشفقت عليه وقامت بعمل القهوة بل حتى هو يستحق ما فعلته فريدة به .. خرجت همسة مسموعة ومحتدمة منها وهي تقول
_ تستاهل أكتر من كدا كمان
سمع همستها فالټفت برأسه نحوها وقال بعدم فهم رافعا حاجبه
_ استاهل إيه !
ثارت واقفة وهتفت
_ كل حاجة ياعدنان كل حاجة
رد عليها شبه منفعلا وهو يستقيم واقفا
_ أكيد اتحرقت القهوة لسا سخنة ابعدي
عبر ودخل إلى الداخل ورفع يديه لأعلى عند ياقة تيشرته ينزعه عنه من الاعلى ويلقيه بعشوائية .. بينما هي فهرولت للغرفة حتى تجلب له مضاد للحروق بحثت بالإدراج في تلهف حتى عثرت عليه فخرجت وعادت له فورا شبه راكضة فوجدته جلس على الأريكة وينظر لمكان الحړق .. أسرعت وجلست بجواره تبعد يده عن منطقة الحړق التي كانت أعلى البطن بالقرب من صدره وهتفت بقلق
_ ابعد إيدك هحطلك من المرهم ده عشان الالتهاب ميزدش
رفع يديه دون أن يتفوه ببنت شفة وتابعها وهي تفتح العلبة الصغيرة وتضع مرهم بحجم عقلة اصبعها ثم وضعته على جسده وهي تمرر اصبعها بحركة دائرية على
متابعة القراءة