لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
وهي عاشت طوال حياتها ممتنعة عن الحديث لم تفعل شيء سوى الصمت عندما كانت تتخلى عنه كانت تعاقب بأبشع الطرق المتجردة من الرحمة هل يود منها نسيان كل ذلك في لحظة كيف ستفعلها!..
ظلت تطالعه بصمت كما هي لكنه لم يتحمل صمتها الذي طال فأسرع مغمغما بحدة
ما تردي عليا أنا هضرك لو حكيتي ليا حاجة بدل ما تتعاملي مع الواد ال ده لوحدك.
حركت رأسها نافية وتحدثت أخيرا متخلية عن صمتها تجيبه پخوف ورهبة كبيرة تملأ قلبها وازدادت خاصة بعد رؤيتها لمحسن
ل... لأ ياجواد مش هتضرني أنا بس كنت مكسوفة أقولك مش خاېفة منك.
لم يود أن يضغط عليها بحديثه بعدما تطلع نحو حالتها فغمغم بنبرة جادة صارمة بشدة تعكس مدى رفضه وغضبه مما حدث
اومأت
قبل ذهاب جواد إلى عمله استوقفه نداء أروى المردفة باسمه بدلال زائد وقف مردفا بجدية وخشونة
نعم يا أروى في حاجة!
تكره تعامله الجاد معها لا تعلم لما يحدثها دوما بحدة وكأنه يفعلها عنوة عنه تلعنه سرا متوعدة له ستجعله يندم على أفعاله حاولت أن تخفي شعورها وڠضبها منه متمتمة بهدوء زائف وغرور
مش عاوزاك تزعل مني ملاحظة أنك من آخر موقف بينا وأنت بتتجاهلني بجد سوري يا جواد أنا مكنتش عارفة أنا بعمل إيه مش عاوزاك تزعل مني.
مفيش داعي لده كله يا أروى تتفوهه بضيق
في حاجة يا حبيبي مش كنت مستعجل عشان تلحق تروح الشغل.
أسرعت مقتربة منه دافعة تلك الماكرة إلى الخلف لتلتصق هي به بدلا عنها بغيرة لاحظها جواد عندما رأى تعبيرات وجهها الڼارية ونظراتها الغاضبة فاسرع يحتضنها بحنان يخفي ضحكته بمهارة
اه طبعا يا حبيبتي مستعجل والله بس قولت اشوف أروى كانت عاوزاني في إيه قبل ما أمشي.
كعادته لم يخجل يوما أن يظهر حبها أمامهم مبتسما بسعادة لغيرتها عليه ورد عليه عليها بهدوء
همهمت مجيبة إياه بخفوت وعينيها معلقة نحو أروى التي تطالعها بنظرات حادة كأنها ستقتلها متوعدة لها بمكر حاولت ألا تعطي وجودها إهتمام وودعت جواد بابتسامة رائعة يعشقها جعلته يبتسم هو الآخر وسار بخطى واسعة متعجلا للذهاب إلى عمله..
كادت تذهب هي الأخرى تعود إلى غرفتها كما كانت لكن استوقفتها تلك التي قبضت فوق ذراعها بقوة غارزة أظافرها بها پحقد مغمغمة پغضب والډماء تغلي داخلها بعدما رأت نظراته اللامعة الرائعة التي رمقها بها
أنتي فاكراه هيفضل يحبك كده كتير بكرة يزهق منك وهتترمي زي الكلبة محدش هيعبرك فوقي لنفسك يابت
جواد عمره ما يعمل
كده جواد بيحبني بجد ووقف قدام الكل عشان يتجوزني.
ضحكت ببرود محاولة أن تخفي غيظها وأجابتها پغضب لم تنجح في إخفاءه
عشان كدة هو اللي وقفني وعاوزني فوقي لنفسك يا رنيم ومتحلميش كتير أنتي مجرد فترة وهيزهق وفالآخر يوم ما هيكمل هيكمل مع واحدة زيي جواد مش لحد غيري خليكي عارفة ده كويس.
شحب وجه رنيم وصمتت پصدمة وعقلها يفكر في حديثها فرمقتها أروى الماكرة پشماتة تخفي خلفها ڠضبها من حديثها العالمة بصحته وتمسك جواد بها مهما حدث فهي قد رأت ما فعله مع والده لأجل الزواج بها..
حاولت رنيم أن تنفض حديثها السام من عقلها وألا تفكر فيه محاولة تذكير ذاتها بحبه الذي يزداد كل يوم وتشعر به دوما وسارت هي الأخرى نحو الداخل بخطى متعثرة بطيئة تعجبت جليلة التي رأتها معقدة ما بين جبينها بدهشة لهيئتها الحزينة الشاحبة فأسرعت تستوقفها بهدوء لتطمئن عليها
رنيم استني يا حبيبتي.
توقفت رنيم مسرعة ملتقطة أنفاسها بصعداء لعلها تنجح في إخفاء حزنها وهمهمت بهدوء ترد عليها
أيوة يا طنط حضرتك عاوزة مني حاجة.
ابتسمت بهدوء مربتة فوق ظهرها بحنان شاعرة بحزنها وأجابتها نافية
لأ يا حبيبتي مش عاوزة حاجة كنت بشوف مالك شايفاكي داخلة زعلانة في حاجة حصلت ولا إيه
ترددت كثيرا بين أن تسرد عليها
متابعة القراءة