لهيب الروح بقلم هدير دودو

موقع أيام نيوز


لا تزعجه مبتسمة بهدوء
ماشي يلا روح أنت ياحضرة الظابط عشان متتأخرش.
بقولك ايه ما نتأخر عالشغل شوية اصل ابقى ظابط غبي لو سيبت الشغل الحلو اللي في ايدي دة ومشيت.
ابتعد عنه بعض الخطوات إلى الخلف ضاحكة بسعادة وأجابته برفض
لأ طبعا يلا روح عشان تلحق ترجع ومتتأخرش.
غمز لها بعينيه معقبا بتوعد ومرح
ماشي استنيني بقى لما ارجع هاخد حقي كامل.
ضحكت بصخب معلنة عن سعادتها واحتضنته بحنان وعشق جارف وبدأ هو يلملم اشياءه مسرعا حتى يذهب عمله.

في المساء...
عاد جواد إلى المنزل للتو

كان سيدلف إلى غرفته مباشرة ليطمئن عليها ويطفئ من اشتياقه لها لكنه وجد والدته تنتظره تمتمت بهدوء

لو فاضي يا حبيبي ممكن اتكلم معاك.
احتضنها بحنان متمتما بتعقل هادئ
اه طبعا ولو مش فاضي أفضالك ياست الكل هو أنا عندي اغلى منك.
ابتسمت بفخر لحنانه الدائم وحبه لها وجلست تتحدث معه بجدية وعتاب
ينفع اللي حصل امبارح ياجواد
تنهد بجدية مجيبا اياها بعدم رضا هو الآخر
لا طبعا مينفعش بس هو غلط رنيم دلوقتي مراتي كرامتها من كرامتي يعني لازم احافظ عليها أنتي اللي معلماني كدة هو غلط فيها وقال في حقها كلام مينفعش ومحترمش وجودي.
حاولت أن تشرح به الامر كما يرى فاروق بطريقة اهدأ ليحاول فهم ما يريده بهدوء
ياحبيبي هو كان فاكر أنها مقالتلكش ماهو مجاش في باله إنك عارف حاجة زي كدة وموافق عليها دة نفسه يشوف عيالك.
التقط أنفاسه بصعداء مغمغما بجدية
يا أمي المهم عنده المفروض تبقى سعادتي وكلكم عارفين أن سعادتي معاها.
ردت عليه معترضة بعدم رضا محاول أن تجعله يرى الامر كاملا ليحكم بعقله بدلا من عاطفته المسيطرة عليه
جواد أنا وابوك نفسنا نفرح بعيالك أنا نفسي اربيهم زي ما ربيتك واعلمهم كل حاجة أنت عن نفسك كنت بتحلم بأنك بتخلف من زمان دلوقتي اتخليت عن كل دة وبقى مش مهم طب أنا وابوك هنتخلى عنه ليه بلاش تلغي عقلك فكر كويس في كلامي واعرف انت بتقول ايه
صمتت لوهلة بأعين باكية وأضافت معقبة بحزن
أنا من زمان وأنا نفسي اشيل عيالك بحلم باليوم دة جواد وانت عاوز دلوقتي تحرمني منه.
لا يعلم كيف يخبرها أن كل ذلك لا يهمه هو لن يسعد باطفاله مع غيرها سعادته الحقيقية معها حاول أن يجعلها تفهم ما يريده
يا أمي والله انا عارف كل دة بس لو جبت مية عيل مش من رنيم عمري ما هفرح سعادة ابنك معاها مش مع غيرها مش بايدي والله بس كل حاجة جوايا عاوزاها هي مش عاوزة غيرها.
لا تجد الرد المناسب لترد به عليه كانت خائڤة من رد فعل فاروق بعدما رأت اصرار ابنها الكبير عليها اقترحت حل أحمق عالمة بمدى استحالته لكنها تحاول
بعد فترة طلقها واتجوز غيرها اتجوز متستناش وهتنساها بكرة لما تتجوز وتخلف هتنساها.
أجابها برفض تام نافيا حديثها الغير مقنع
كنت نسيتها وهي متجوزة هنساها دلوقتي كدة هبقى بظلم نفسي وبظلم اللي هتجوزها أنا عمري ماهحب حد غيرها.
لا تجد ما تتفوه به فدعت له بحب متمنية من ربها أن يحقق ما تطلبه
ربنا يسعدك ياحبيبي ويحققلك لللي بتتمناه.
احتضنها بهدوء مقبلا رأسها بحنان ثم تركها حتى ترتاح قليلا وسار نحو غرفته بخطوات واسعة عينيه متلهفة باشتياق لرؤيتها.
وجدها جالسة بشرود صامتة لم تبدي رد فعل فاقترب يحتضنها بعشق وشاكسها بمرح هادئ 
ايه ساكتة ليه مفيش اي كلمة حلوة لجوزك حبيبك دة انا راجع بسرعة عشانك.
ظلت متصنمة كما هي بجمود لم تشاركه عناقه الدافئ فقطب جبينه متعجبا لطريقتها فغمغم متسائلا بقلق واهتمام
في إيه مالك حصل حاجة زعلتك وانا برة!
لم تجيب على سؤاله بل نهضت تقف قبالته بملامح باردة خالية من المشاعر وغمغمت ببرود حاد
طلقني ياجواد... طلقني وكفاية اوي لغاية كدة انا اصلا مكنتش عاوزاك ووافقت على جوازي منك ڠصب عني فطلقني أحسن.
لم يفهم معنى حديثها فطالعها بذهول متعجبا مما تتفوهه ومتسائلا مرة أخرى بعدم تصديق
ايه اللي بتقوليه دة
لم تهتم لنظراته المصوبة نحوها بل أجابته بلا مبالاه مؤكدة حديثها مرة أخرى
بقول للحقيقة أنا مش عاوزاك وعاوزة اتطلق طلقني بقى صعبة دي.
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو 
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
استمع جواد إلى حديثها پصدمة وقد ازدادت
 

تم نسخ الرابط