لهيب الروح بقلم هدير دودو

موقع أيام نيوز


مهاتفة محسن لها التي جعلت حياتها تنقلب رأسا على عقب لا تعلم كيف ستحل تلك المشكلة الكبيرة التي سقطت بها وكيف ستخرج وتنقذ ذاتها من ذلك المأزق التي وضعت فيه! تشعر أن عقلها سينفجر من فرط التفكير والخۏف المتواجد داخلها تخشى معرفة جواد وابتعاده عنها حاولت أن تهرب بالنوم مثلما فعلت أمس لتهرب من نظراته التي تشعر أنها ستكشف أمرها فلم تجد حل أمامها سوى الهروب حتى يذهب لتستطع وجود حل تساعد به ذاتها لإنهاء الأمر..
بعد مرور يومين...
ولج فاروق الغرفة حيث توجد جليلة فهو قد عاد مبكرا عن عادته لأجلها جلس بجانبها بهدوء وجدها لم تتطلع نحوه تجلس كما هي في صمت كأنه لم يدلف لم يتكرر كثيرا وتمتمت بجدية هادئة

ولا أنا اقدر ابعد عنك لحظة والله مش نفسي بس غير في حاجة واحدة أنت وجواد تبق...
قطع حديثها الذي سيأخذ منحنى آخر لا يريده هو حتى لا يفسد جلستهم الهادئة فأردف بجدية
بعدين ياجليلة بلاش كلام دلوقتي سيبيها لظروفها أحسن.
طالعته بعدم رضا حاولت ألا تظهره حتى لا ينزعج مأومأة برأسها أماما تمتمت معقبة
ليه يافاروق دة ابنك عمر ماحد هيخاف عليك زيه والله ولا حد هيخاف عليه قدك بس الفكرة أن افكاركم مش متفقة مع بعض.
تطلع بعيد عنها قليلا وربت فوق ظهرها بحنان
بلاش كلام دلوقتي عشان أنا عاوز أصالحك كنت قاعد اليومين دول والله حاسس أن يومي كله ناقص من غيرك.
شعرت بالسعادة والرضا من حديثه بالرغم من أنه لا يتحدث هكذا معها كثيرا لكنها عالمة جيدا بمدى حبه الشديد لها وتفضيله لها عن الجميع دوما يؤكد لها ذلك في أفعاله..
تطلعت رنيم نحو هاتفها الذي لم يتوقف لحظة واحدة محسن يكرر إتصاله عليها من أرقام مختلفة فهو قد تركها المدة التي حددتها له وهي لم تتصل عليه إلى الآن هي خائڤة من التحدث معه خائڤة مما سيقوله لها عندما تهاتفه رمقها جواد بدهشة متعجب تجاهلها لرنين هاتفها المتواصل فغمغم متسائلا بخشونة وجدية تامة
شوفي موبايلك هو مين اللي بيتصل كتير كدة.
م.... مفيش... مفيش حد مهم عادي.
علم بمهارته ودهاء أنها تخفي شئ عنه فنهض بمكر متوجه نحو الشرفة الخاصة بالغرفة مدعي إنشغاله في أمر هام أمامه.
اسرعت ملتقطة هاتفها مستغلة عدم وجوده معها مقررة أن تغلقه تماما ليطمئن قلبها قليلا لكنها فكرت أن ظنون جواد ستزداد حولها أكثر بعد تصرفاتها المريبة الحمقاء التي تحدث نتيجة ضغط متواصل عليها.
لم تجد حل سوى أن تجيب عليه وتترجاه ألا يكرر اتصاله الآن التفتت حولها بتوتر للتتأكد من عدم وجود جواد حولها وأنه لازال في الداخل بقلب سيتوقف من سرعة ضرباته الخائڤة وأجابت عليه بنبرة مرتعشة خائڤة
ا...الو يامحسن عاوز إيه دلوقتي مينفعش تتصل دلوقتي

خالص اقفل وهكلمك أنا والله.
أجابها الاخر متبجحا بسخرية ووقاحة
لا والله ياست رنيم كان في منه وخلص مش هياكل معايا الكلام دة تاني أنا استنيتك واديتك فرصة وخلصتيها كدة جه دور حقي اللي مش هسكت عنه.
سالت دموعها فوق وجنتيها بضعف متمتمتة بنبرة باكية مرتعشة متوسلة إليه بخفوت
م...محسن والله هكلمك بكرة بس اقفل دلوقتي جواد موجود مينفعش نتكلم هكلمك بعدين صدقني لو متكلمتش وقتها اعمل اللي يعجبك.
التمعت فكرة أخرى خبيثة ټضرب عقله فهتف بمكر بعدما ضغط فوق شفتيه الرفيعة بتفكير
لو هستنى يبقى الوضع هيختلف وقتها تجيلي بيتي.
أسرعت مغمغمة باعتراض رافضة حديثه پخوف
ل... لا طبعا أنت بتقول ايه استنى وهكلمك أنا.
اعتلت صوت ضحكاته في الهاتف بطريقة مقززة وغمغم ببرود وتهكم ليبتزها وينجح في الضغط عليها
مفيش بعدين طالما كدة أنا مستنيكي تحت البيت عشر دقايق لو منزلتيش هطلع واحكي للكل وبالدليل ونروح في داهية مع بعض أنا مش باقي على حاجة.
شعرت بالصاعقة جمدت أطراف جسدها تماما أغمضت عينيها متمنية مۏتها تماما لترتاح مما تعيشه الان وتمتمت تكرر حديثه بضعف خاڤت
ت... تحت البيت ازاي ا... انا مش هينفع انزل اقابلك دلوقتي خ... خالص ج.. جواد هنا والله هقابلك بعدين لما يمشي.
وجدت صوت جواد يصدح من خلفها مغمغما بحدة قاسېة والشرر بتطاير من عينيه پغضب بعدما قد برزت عروقه شاعرا بنيران تزداد اشتعالا بداخله
مين دة اللي عاوزة تقابليه من ورايا بعدين..
سقط الهاتف
 

تم نسخ الرابط